رجال العسكرية الإسلامية هم خيرة الجنود في خطة خير القادة (صلي الله عليه وسلم)؛ إذ كانت دماؤهم لله وأرواحهم لله وحربهم لله ولنصرة دين الله, ونشر كلمة “لا إله إلا الله…محمد رسول الله” خفاقة في القلوب قبل الربوع والأرجاء.
إن هؤلاء الرجال لم تستهوهم شهرة ولا مجد زائف إنما استهوتهم الجنة في الآخرة ورؤيا النور يسري في قلوب أهل الأرض بأيديهم التي حملت السيوف والرماح والبنادق والمدافع تقذف بالحق على الباطل فتدمغه فإذا هو زاهق.
إن هذا الكتاب يطوي في أوراقه ذكرًا نحن في حاجة إلى امتثال هديه, والسير على سنته حتى يستعيد الإسلام مجده وبهرجه بين أمم الدنيا, وحتى نعلم أن في تاريخنا وفي أبناء جلدتنا قادة عظامًا لهم شأو وصولجان, فلا نحيا ونموت وقد استعبدنا تاريخ الغرب وذكر رجالاته من أمثال رومل وهتلر وهرقل, وهم في الحقيقة عصي واهية أمام سيف الله المسلول خالد وعمرو بن العاص والقعقاع بن عمرو وقتيبة بن مسلم؛ الذين كسروا أسلاف هؤلاء الذين صورهم لنا الغرب على أنهم لم تجد بمثلهم الأرحام.
والناظر في هذا الكتاب سيعلم أخبار رجال الحق على مر الزمن الإسلامي؛ بداية بالقائد الأعلى لجيش التوحيد محمد (صلي الله عليه وسلم) والعلم بمنهجه الحربي وتكنيكه الاستراتيجي، ثم أخبار تلامذته أصحابه (رضي الله عنهم) الذين كسروا أقوى إمبراطوريتين في العالم من فرس وروم رغبة إلى الله, ثم خبر من تلاهم ممن تابعهم على نهجهم على مر أعصر الإسلام في عهد الأمويين والعباسيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، وانتهاء بمشاهير القادة في عصرنا هذا؛ الذين كانت لهم أيادٍ بيضاء تحمل أرواحًا نقية تذب عن أوطانهم في أوجه الاستعمار وأعوانه, وإنا لنرجو أن يحقق الكتاب هدفه في نفس القارئ.
عودة
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.