عالم الجواري
لو أننا ولدنا في العصور القديمة، كنا سنكبر وننشأ ونترعرع على أن البشر ينقسمون لقسمين، أحرار وعبيد، تماما كما ينقسم الجنس البشري لجنسين الذكور والإناث، فالعالم لم يلفظ فكرة العبودية إلا في مرحلة متأخرة جدا ومع ثورة الأفكار والأطروحات والفلسفات. كان العبد أو الجارية ينشأ متقبلاً لفكرة العبودية كتقبله لجنسه وللون بشرته . ولم يكن لديه أي خيارات أخرى أو احتمالات أخرى لحياته. إلا أن العبيد عموما والجواري – على وجه الخصوص – استطاعوا أن يكون لهم دوراً محورياً في التاريخ، وأن يصنعوا بأيديهم قيمًا جديدة لهم، وأن يصبحوا جزءا متيناً وجوهرياً في بناء الدول والممالك والحضارات. سوف يتطرق هذا الكتاب أيضًا لأوضاع الجواري في الحضارات الأخرى المختلفة وفي حضارات الغرب – على وجه الخصوص – بدءًا من اليونان القديم وفي دولة الرومان وأوضاع الجواري في العصور الوسطى، وأخيرًا معركة العبودية في العصر الحديث، ويختتم البحث بالحديث عن جواري العالم المعاصر أو الرق الأبيض وعصابات الاتجار بالنساء، والتي لا تقل بشاعة إن لم تزد عن جميع الانتهاكات التي تعرضت لها الجواري في جميع العصور التاريخية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.