ما أكثر المكذبين في كل زمان ومكان! وما أجدر أهل الإيمان بالتصديق والإذعان! ومن أجل هؤلاء وأولئك يبعث الله النبي وبين يديه من الدلائل والبراهين ما يؤكد به نبوته، وليست في حاجة إلى تأكيد أو إثبات، ومن أجلهم – أيضًا – يرسل الرسول وله من المعجزات ما يقيم به الدليل الواضح على صدق دعوته. فلا يبقى أمام هذه الدلائل والمعجزات شك لمرتاب، أو تكذيب وإرجاف لمسرف كذاب.
ولقد خص الله – سبحانه وتعالى – نبيه (صلى الله عليه وسلم) بكثير من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة مما لا يعلمه إلا نبي مرسل؛ كرامة منه – سبحانه وتعالى – له ولأمته؛ ليثبت به فؤاد من كان في قلبه شك وارتياب. ولقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن كثير من أخبار الأمم الغابرة، وأخبر – أيضًا – بأمور وقعت على عهده وفسرها لأصحابه، ليثبت فؤادهم وليربط على قلوبهم… مثل: إخباره باستشهاد عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وإخباره بفتح العالم، وبخروج الفتن، وكذلك إخباره باستشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما، وبولاية معاوية… إلى غير ذلك من الأمور التي أخبر بها ووقعت بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى امتدادًا لصدقه صلى الله عليه وسلم. وها هي – عزيزي القارئ – مشاهد حية نثرنها المؤلف على صفحات هذا الكتاب، وقعت كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعلى الهيئة التي أخبر بها، تبرهن على نبوته، وتعلن صدق دعوته، وتربط على قلوب أتباعه وصحابته، وحين تطالعها فلن تملك إلا أن تقول في إذعان: صدقت يا رسول الله.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.