زوج العنكبوت
بعد زواجي لم أعد أسأل نفسي هذه الأسئلة الفلسفية العميقة التي كنت أنشغل بها منذ سنوات طويلة مثل: «هل الإنسان مخلوق شقي أم سعيد ؟ هل صار بعد نزوله على الأرض أكثر شفاء ؟ لماذا تعد أيام الإنسان
السعيدة في حياة الإنسان أقل بكثير من الأيام الحزينة؟».نحيت كل هذه الأسئلة جانبا، إذ صرت على يقين تام بأن الإنسان أتعس المخلوقات على وجه الأرض. يكفي أنه يصرخ ويبكي بمجرد ولادته وخروجه من بطن أمه.
هكذا بكى صغيري أحمد عندما خرج من رحمها. لعله كان يريد أن
يهرع إلى أحضاني لائذا بي منها. أتذكر أنني احتضنته وكأنني لا أحميه من أمه فقط، وإنما أحميه من الدنيا بأسرها … أحتضنه برفق وأخاف على ضلوعه الصغيرة الضعيفة. أكنت في رحم أمك النكدية المقرفة؟
…. لا أعرف ماذا أفعل معها وقد عادت إلى سيرتها الأولى وصارت كلمة طلقني على لسانها صباح مساء. صارت وأمها العنكبوت مزيجا مقررا علي كل يوم أتناوله صباح مساء، في حين صار لزاما علي أن أتجرع لدغات العنكب الكبير في كل مواجهة معه….
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.