رواق العامر
عاد عامر وتنهد كعادته تنهيدة كبيرة بعد أن أنهى قراءة سطور فصل المنصور، هم واقفا، جهر في سؤاله، هل أنت مريض بتهيؤات ما يا دكتور ندیم. هل تتوهم رؤية السيدة رابعة ؟ هل كل ما كتبته افتراضات لا صحة لها ؟ صمت عامر قليلا قبل أن ينطق ثانية، كيف تكون افتراضات لا صحة لها ؟ لقد أصاب الحقيقة في كبدها. فكل حرف كتبه يعكس إيمانًا عميقا ودراية دينية متشعبة. لا يمكن أن تكون أوهاما بل هي نعمة أنعم الله عليه بها. هو لا يفرق كثيرًا عمن اسمع عنهم من أولياء الله الصالحين ومن غيرهم ممن أفاض الله عليهم بقدرات لا شأن لنا بها.
استقر قلب عامر بعد طول تفكير إلى أن دكتور نديم يختلف عما تعامل معهم. اقتنع أخيرًا بأنه بشر مثله لكنه أعلى منه درجة، وكان رغبة عامر في تكملة باقي الفصول كانت قد وصلت إلى أوجها، لدرجة لم يستطع معها إلا تلبيتها. قرر ألا يقوم من مقعده إلا بعد الانتهاء مما تبقى من صفحات بدت قليلة أعجبته مقولة جلال الدين الرومي التي سبقت الفصل فقرر أن يبحث عنه في منصات البحث. كان له ما شاء وبعد أكثر من ساعة من البحث وراء جلال الدين الرومي عرف عامر كل ما كان يبحث عنه بل وزاده بمعرفة رفيق حياة الرومي، شمس الدين التبريزي معرفة جيدة. هنا تأكد من ظنونه التي كان يظنها فقالها بصوت عال. الآن عرفت من تكون يا دكتور نديم. لقد عرفتك حق المعرفة يا مولانا
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.