في سياحة أدبية رائعة بين أودية الأدب العربي وفنونه، كان المرشد فيها هو أحد عمالقة أدبنا وصانعيه، الأستاذ مصطفى صادق الرافعي، سيجول القارئ بين فصول الكتاب متمتعًا باللغة الراقية الرقيقة؛ ففي كلماته سيجد القارئ مسحةً من العزوبة والقداسة والدلالات الروحانية العميقة, والتراكيب البكر الجديدة رغم علمية الكتاب ودقة منهجه، وأسلوبًا رائقًا وصفه الدكتور أحمد هيكل بالرحيق المقطر.
وقد قسم الرافعي تاريخ آداب العرب إلى ثلاثة أجزاء، أفرد أولها لميلاد الأدب العربي ونشأته وبيئاته ورجاله، والرواية والرواة وفن الإسناد، والجزء الثاني أفرده لإعجاز آي القرآن الكريم وطرق أدائه، والأحرف السبعة ومفرداته ونظمه الذي لا تنتهي عجائبه، وفي الجزء نفسه تجول بين درر محمدية نطقها النبي صلى الله عليه وسلم عن وحي يوحى؛ فكانت كل كلمة بلَّورة رائعة تزيد الأضواء أضواء، وفي الجزء الثالث تكلم عن ديوان العرب وأبوابه وفنونه الكثيرة وقصص المعلقات وأصحابها والنبوغ ومعناه، وغير ذلك من الإبداعات الرافعية التي أثرت الكتاب فجعلته كنزًا من كنوز العربية.
فهذا الكتاب ثمرة من ثمار شجرة الرافعي اليانعة التي آتت أكلها في كل فن من فنون القول في كل حين؛ لذا فلا غنى عنه لكل قارئ أو طالب وباحث في مجال الأدب واللغة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.