عين من زجاج
في البداية كانت تلك المشاهد تزوره في الأحلام على فترات متقطعة. تأتي يوما في الشهر تقريبا ، ثم يومًا في الأسبوع، حتى تتابعت على رأسه. صار يعيشها كلما راح في النوم ظهرا، أو أثناء الليل… يرى كتلة آدمية في ظلمة الليل. يكون قمر السماء مختبئاً خلف سحب رمادية وسوداء، وثمة جسد آدمي معلق من قدميه بخطاف يتدلى من السقف، يداه مرتخيتان في استسلام إلى أسفل، والكرة المرتعشة التي هي رأسه مشدودة بخيط سميك إلى كتفيه المقلوبين. يعطيه المنظر الانطباع بأن الرجل المعلق عاش الجحيم طوال الساعات المنقضية عبر حفلة تعذيب باللكمات والأقدام، والجلد بالسياط يتردد صدى الأنين الموجع، يكسر سكون الكون وراء الزجاج، حين يفلت القمر ثواني من الحصار، وينسل في الحجرة ضوء خفيف يحدق في وجه الآخر، فيرتج في مكانه.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.