في عصر انهالت فيه المغريات على الناس، وأصبحت المجاهرة بالمعاصي ظاهرةً عامةً، وساد الجهل بالدين، وانغمس الخلق في الشهوات، وظهرت الخرافات، والاستخفاف بالدين والمقدَّسات، وصار المستمسك بدينه كالقابض على جمر متَّقد، فبعض الناس غير مبالٍ بارتكاب الذنوب، وبعضهم يجهل أنه يعمل من الكبائر ما يدفع به إلى النار دفعًا، ويحشره فيها حشرًا، فالناس بين جاهل بقدر جُرمه، ومستهين بذنبه، ويائس من رحمة ربه قد افترسته الذنوب، فهو غارق فيها، يريد أن ينهل من الدنيا بعد أن ظن أن الآخرة قد ضاعت منه، ولم يعلم أن باب التوبة إلى الله تعالى مفتوح ميسر، باجتناب الذنوب والكبائر، والعودة إلى الله.
فيسر «دار الفاروق للاستثمارات الثقافية» أن تقدم لقرائها الأعزاء كتاب «الكبائر» للعلامة الحافظ شمس الدين الذهبي، وهو من أهم الكتب التي جمعت كبائر الذنوب والمعاصي، مستدلًّا على قبحها ووجوب اجتنابها بالقرآن الكريم والسنة النبوية. وقد بذلنا فيه جهدًا عظيمًا ليكون بحق أفضل نسخة ظهرت حتى الآن لهذا الكتاب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.