بهاء الدين قراقوش
وكان هذا السور الذي بناه قراقوش هو ثالث الأسوار التي أحاطت بالقاهرة إلى عهده ، أما الأول قد بناه القائد جوهر الصقلي: وأما الثاني فكان قد بناه الوزير أمير الجيوش بدر الجمالي الفاطمي وكان هذان السوران قد بنيا من اللبن، أما الثالث فقد بناه الأمير قراقوش من الحجارة ووقف عند قلعة المقس، لم يستطع أن يصلها بمصر. عند ذلك كتب القاضي الفاضل إلى السلطان صلاح الدين رسالة طويلة، منها قوله: والله يحيي المولى حتى يستدير بالبلدين نطاقه، ويمتد عليهما رواقه، فما عقيلة كان معصمها ليترك بغير سوار، ولا خصرها ليتحلى بغير منطقه نضار .والآن قد استقرت خواطر ” الناس، وأمنوا من يد تتخطف، ومجرم يقدم ولا يتوقف ….. فلما قرأ السلطان الرسالة سُر بها وبخادمه بهاء الدين قراقوش. وعلم أن الله تعالى يريد بدولته خيرا، إذ قيض لها مثله ومثل وزيره القاضي الفاضل.
بذلك أصبحت لقراقوش خبرة بمثل هذه الأعمال الحربية الجليلة، وكان السلطان كلما احتاج إلى عمارة قلعة أو تجديد حصن أو تقوية جسر أو إقامة سور. أو بناء برج، عهد إليه بهذا العمل، فقام به على خير طريقة. ولعل آخر ما قام به من ذلك عمارته لسور عكا عام ٥٨٥ هـ ، وذلك في أثناء المحنة التي مرت به وبالمسلمين.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.